تعد عقيدة تأليه "
ة للحاكم، فقد احتشدوا في دار الحكمة والتفوا حوله وزينوا له فكرة " ألوهيته " التي كانت تعتلج في نفسه، مما جعله يرعى هذه الدعوة ويرقب تطورها ويُشجع دعاتها ( )، وقد وصل الأمر بالحاكم أثناء تمهيده لفكرة الألوهية إلى التبديل والتحريف في البسملة، فقد أمر الخطباء أن يبدلوا البسلمة بقولهم ( باسم الله "الحاكم"، المحيي المميت )، وأنشأ يدعي علم المغيبات ( ) .
وقد حكى الإمام السيوطي بعضاً من تراهات " الحاكم " في شأن ادعائه الألوهية ومما قال: إن الحاكم أمر الرعية إذا ذكره الخطيب على المنبر أن يقوموا له على أقدامهم صفوفاً، إعظاماً لذكره واحتراماً لاسمه، وكان أهل مصر إذا قاموا خروا له سجداً، وكان جباراً عنيداً، وشيطاناً مريداً، كثر التلون في أقواله وأفعاله ( ) .
وجنّد الحاكم دعاةً مخلصين له لينشروا عقيدته الفاسدة وكان على رأسهم " حمزة بن علي الزوزني "، وقد أصبحت له حظوة عند " الحاكم " بعدما أظهره من إخلاص، وبما ساهم به من مساهمة فعَّالة في خوض غمار الجدل الديني وفلسفة المذهب الذي يبشر به، واستطاع أن يجمع حوله بعض الدعاة، واتفقوا سراً على الدعوة إلى تأليه " الحاكم " وقد اعتمد حمزة في ذلك على أصول وأحكام استنبطها من صميم الأصول والأحكام الإسماعيلية ( )، وكان "حمزة" من أعظم دعاة الحاكم، فكان يؤثره على جميع عشيرته، وكان صاحب الرسائل والمكاتبات عنده ( )، وقد لقب حمزة في " مصحف المنفرد بذاته " " بالرقيب العتيد " وقد وضع ميثاقاً أطلق عليه ميثاق ولي الزمان، وكان صريحاً في ميثاقه بتأليه " الحاكم " وأوجب على كل من يمارس شعائر دينه أن يعترف بكل محتويات هذا الميثاق، وأن يتعهد بالإيمان بكل فقراته، وكان نص هذا الميثاق: " توكلت على مولانا الحاكم الأحد، الفرد الصمد، المنزه عن الأزواج والعدد، من لا تأخذه سنة ولا نوم، ذي التجلي والإشراق، ومن هو في السماء إله وفي الأرض إله، قد أقر " فلان بن فلان " إقراراً أوجبه على نفسه، وأشهد به على روحه في جميع أدواره ( ) في صحة من عقله وجسمه، وخالص أمره، طائعاً غير مكره ولا مجبر، بظاهره وبباطنه، ومؤمناً غير منافق ولا مخادع، وأنه قد تبرأ من جميع الديانات والمذاهب والمقالات والاعتقادات جميعاً، بتباينها واختلافها وانه لا يشرك في عبادة مولانا الحاكم ـ جل ذكره ـ أحداً، ماضياً أو حاضراً أو آتياً، وأنه قد سلم روحه وجسمه وماله وولده وجميع ما ملكته يداه في جميع أدواره ما كوّر الليل على النهار، وكور النهار على الليل، هو وذريته في شتى أدوارهم ومحياهم لمولانا الحاكم ـ جل ذكره ـ، ورضي بجميع أحكامه له وعليه، غير معترض أو منكر شيئاً من أفعاله ساءه ذلك أم سره، ومتي رجع عن دين مولانا الحاكم ـ جل ذكره ـ وهو ما كتبه على نفسه وأشهدنا به على روحه، أو أشار بالرجوع عنه إلى غيره، أو خالف شيئاً من أوامره، كان ( فلان بن فلان ) محروماً من جميع الحدود، وكان مولانا الحاكم ـ جل ذكره ـ بريئاً منه، وأن ( فلان بن فلان ) قد أقر أن ليس في السماء إله معبود، ولا في الأرض إمام موجود إلا مولانا الحاكم ـ جل ذكره ـ، وتعالت مطالعه ومشارقه، وبذلك دخل ( فلان بن فلان ) وأصبح من الموحدين المؤمنين الفائزين السابقين، كتب في شهر ( ) من سنة ( ) من سني عبد مولانا ـ جل ذكره ـ ومملوكه "حمزة بن علي بن أحمد"، هادي المستجيبين، المنتقم من المشركين المرتدين بسيف مولانا جل ذكره، وبشدة سلطانه" ثم يوقع على هذا الميثاق شاهد وكاتب ( ) وهذا دليل صريح على قول الدروز واعتقادهم بألوهية الحاكم .
وقد كثرت المناجاة والابتهالات للحاكم المعبود ـ في العقيدة الدرزية ـ كما كثرت الثناءات على " حمزة " باعتباره رسول الهداية للناس، ومن النصوص التي يتلوها الدروز في هذا ما ورد في المصحف المنفرد: " مولاي الحاكم البارـ عرفتك في هذه النفس التي كثيراً ما بحثت عنك وأنت مرشدها فرأتك فيها، وعرفتك أنت يا حبيبي، إلهي أنا المؤمن بك، المعترف بشموسك ومطالعك، المقرّ بذي لواء المستظلين الموحدين الآيبين، سيفك النازل على رقاب المشركين المرتدين "حمزة بن علي"، هادي المستجيبين، صاحب اللوح المحفوظ في معارجه، ومن تكرمت فأنزلت من سماء مشيئتك لنا به هذا المصحف المنير، المسمي: المصحف المنفرد بذاته " ( ) .
وعلى هذا "فحمزة" في عقيدة القوم أوحي إليه بالمصحف المنفرد، وهو مأمور بالبلاغ، فأرسل إلى الملوك والأمراء وكبار رجال العلم، يدعوهم إلى الدخول في المذهب الجديد من مخبئه وحصنه الذي ظل يحتمي به من المخالفين له والمهاجمين، ويتصل بالحاكم عن طريق الرسائل ( )، وأكثر رسائل حمزة كانت في تألية الحاكم ومنها قوله في إحداها: ولو نظروا إلى أفعال مولانا جلت قدرته بالعين الحقيقية، وتدبروا إشارته بالنور الشعشعاني، لبانت لهم الألوهية والقدرة الأزلية والسلطان الأبدي ( )، ومما ورد في رسائله قوله أيضاً في رسالته المسماة برسالة " البلاغ والتوحيد " عن الحاكم: ومولانا سبحانه معلّ علة العلل، جل ذكره، وعز اسمه ولا معبود سواه، ليس له شبه في الجسمانيين ( ) وفيها إشارة إلى توحيد الحاكم وتفرده. وقد استعمل " حمزة " في نبوته ورسالته الزائفة منهج الاقتباس من القرآن الكريم، وطوع بعض الآيات لتحقيق هدفه في نشر صدق ألوهية الحاكم فمثلاً ذكر في "عرف الرحمة" والعرف بمثابة السورة عندهم،وهو عرف في " المصحف المنفرد " يقول حمزة ( وليعلم الذين آمنوا أن مولانا الحاكم جلت قدرته، و" وسع كرسيه السماوات والأرض .. ( ) هو يعلم كيف يبدأ الخلق ثم يعيده " ( )، "ويعلم متقلبهم ومثواهم" ( )، وما ينفعهم وما يضرهم ويعلم الصابرين منهم والقانطين، قل " لا ييأس من روح الحاكم إلا الكافرون " ( ) ) ( ) على هذا الخلط تكوّن لديهم الأعراف في مصحفهم .
وحقيقة ألوهية " الحاكم " لدى الدروز، حقيقة لاهوتية لا تدرك بالحواس ولا بالأوهام، إلا أن المعبود هذا يتخذ له من حين إلى آخر مقامات ناسوتية، ففي " رسالة الغيبية " ورد ما يلي: أظهر لنا ـ أي الحاكم ـ ناسوت صورته تأنيساً للصور، فحار فيه الفكر حين فكر، فبتقدير حكمته منَّ على خلقه بوجود صورته من جنس صورهم، فخاطبتهُم الصورة بالمألوف من أسمائهم، فأنِست العقول إلى ظاهر صورته واستدرجهم إلى معرفته بلطيف حكمته.. وهذا يعني أن " الحاكم بأمر الله " عند غير الدروز بشر في الأعين المجردة، ويعيش بين الناس كما يعيش غيره من البشر، أما الدروز الذين عرفوا حقيقته، فيذهبون إلى أن الإله اتخذ لنفسه صورة إنسيه سماها الناس " الحاكم بأمر الله " مثلما يتخذ الإنسان ثيابه فيرتديها ثم يطرحها ويرتدي غيرها، فالثياب ليست من جنس من يرتديها ولا تشبهه في شيء، وكذلك الإله المعبود ليس من جنس الصورة التي اتخذها ولا هي شبيهة به ( ) .
وفلسفة الدروز في عقيدة ألوهية " الحاكم " تنفي عنه الصفات والأسماء والحالات والجهات والقدم والتشبيه، بمعنى أنه هو الجمال لا الجميل، والقدرة لا القدير، والحياة لا الحي، والعلم لا العليم وهكذا، وذلك لأن الجميل لا يستغني عن الجمال، وهو غني عن كل شيء ومهما حاول الإنسان أن يفكر في " الحاكم بأمر الله " لمعرفة كنهه فمحاولته فاشلة، وذلك لأن لاهوته ليس له مكان، ولكن يخلو منه مكان، وليس بظاهر، كما أنه ليس بباطن، ولا يدخل تحت السماء، ولا يتصف بصفات، ولا يعبر عنه بلغة من اللغات، فهو ليس بشخص ولا شبح ولا جوهر ولا عرض، ولم يتخذ صاحبة ولا ولدا، ولم يلد ولم يولد، ولا تنسب إليه حركة ولا راحة، هو البداية وهو النهاية ( ) .
ة للحاكم، فقد احتشدوا في دار الحكمة والتفوا حوله وزينوا له فكرة " ألوهيته " التي كانت تعتلج في نفسه، مما جعله يرعى هذه الدعوة ويرقب تطورها ويُشجع دعاتها ( )، وقد وصل الأمر بالحاكم أثناء تمهيده لفكرة الألوهية إلى التبديل والتحريف في البسملة، فقد أمر الخطباء أن يبدلوا البسلمة بقولهم ( باسم الله "الحاكم"، المحيي المميت )، وأنشأ يدعي علم المغيبات ( ) .
وقد حكى الإمام السيوطي بعضاً من تراهات " الحاكم " في شأن ادعائه الألوهية ومما قال: إن الحاكم أمر الرعية إذا ذكره الخطيب على المنبر أن يقوموا له على أقدامهم صفوفاً، إعظاماً لذكره واحتراماً لاسمه، وكان أهل مصر إذا قاموا خروا له سجداً، وكان جباراً عنيداً، وشيطاناً مريداً، كثر التلون في أقواله وأفعاله ( ) .
وجنّد الحاكم دعاةً مخلصين له لينشروا عقيدته الفاسدة وكان على رأسهم " حمزة بن علي الزوزني "، وقد أصبحت له حظوة عند " الحاكم " بعدما أظهره من إخلاص، وبما ساهم به من مساهمة فعَّالة في خوض غمار الجدل الديني وفلسفة المذهب الذي يبشر به، واستطاع أن يجمع حوله بعض الدعاة، واتفقوا سراً على الدعوة إلى تأليه " الحاكم " وقد اعتمد حمزة في ذلك على أصول وأحكام استنبطها من صميم الأصول والأحكام الإسماعيلية ( )، وكان "حمزة" من أعظم دعاة الحاكم، فكان يؤثره على جميع عشيرته، وكان صاحب الرسائل والمكاتبات عنده ( )، وقد لقب حمزة في " مصحف المنفرد بذاته " " بالرقيب العتيد " وقد وضع ميثاقاً أطلق عليه ميثاق ولي الزمان، وكان صريحاً في ميثاقه بتأليه " الحاكم " وأوجب على كل من يمارس شعائر دينه أن يعترف بكل محتويات هذا الميثاق، وأن يتعهد بالإيمان بكل فقراته، وكان نص هذا الميثاق: " توكلت على مولانا الحاكم الأحد، الفرد الصمد، المنزه عن الأزواج والعدد، من لا تأخذه سنة ولا نوم، ذي التجلي والإشراق، ومن هو في السماء إله وفي الأرض إله، قد أقر " فلان بن فلان " إقراراً أوجبه على نفسه، وأشهد به على روحه في جميع أدواره ( ) في صحة من عقله وجسمه، وخالص أمره، طائعاً غير مكره ولا مجبر، بظاهره وبباطنه، ومؤمناً غير منافق ولا مخادع، وأنه قد تبرأ من جميع الديانات والمذاهب والمقالات والاعتقادات جميعاً، بتباينها واختلافها وانه لا يشرك في عبادة مولانا الحاكم ـ جل ذكره ـ أحداً، ماضياً أو حاضراً أو آتياً، وأنه قد سلم روحه وجسمه وماله وولده وجميع ما ملكته يداه في جميع أدواره ما كوّر الليل على النهار، وكور النهار على الليل، هو وذريته في شتى أدوارهم ومحياهم لمولانا الحاكم ـ جل ذكره ـ، ورضي بجميع أحكامه له وعليه، غير معترض أو منكر شيئاً من أفعاله ساءه ذلك أم سره، ومتي رجع عن دين مولانا الحاكم ـ جل ذكره ـ وهو ما كتبه على نفسه وأشهدنا به على روحه، أو أشار بالرجوع عنه إلى غيره، أو خالف شيئاً من أوامره، كان ( فلان بن فلان ) محروماً من جميع الحدود، وكان مولانا الحاكم ـ جل ذكره ـ بريئاً منه، وأن ( فلان بن فلان ) قد أقر أن ليس في السماء إله معبود، ولا في الأرض إمام موجود إلا مولانا الحاكم ـ جل ذكره ـ، وتعالت مطالعه ومشارقه، وبذلك دخل ( فلان بن فلان ) وأصبح من الموحدين المؤمنين الفائزين السابقين، كتب في شهر ( ) من سنة ( ) من سني عبد مولانا ـ جل ذكره ـ ومملوكه "حمزة بن علي بن أحمد"، هادي المستجيبين، المنتقم من المشركين المرتدين بسيف مولانا جل ذكره، وبشدة سلطانه" ثم يوقع على هذا الميثاق شاهد وكاتب ( ) وهذا دليل صريح على قول الدروز واعتقادهم بألوهية الحاكم .
وقد كثرت المناجاة والابتهالات للحاكم المعبود ـ في العقيدة الدرزية ـ كما كثرت الثناءات على " حمزة " باعتباره رسول الهداية للناس، ومن النصوص التي يتلوها الدروز في هذا ما ورد في المصحف المنفرد: " مولاي الحاكم البارـ عرفتك في هذه النفس التي كثيراً ما بحثت عنك وأنت مرشدها فرأتك فيها، وعرفتك أنت يا حبيبي، إلهي أنا المؤمن بك، المعترف بشموسك ومطالعك، المقرّ بذي لواء المستظلين الموحدين الآيبين، سيفك النازل على رقاب المشركين المرتدين "حمزة بن علي"، هادي المستجيبين، صاحب اللوح المحفوظ في معارجه، ومن تكرمت فأنزلت من سماء مشيئتك لنا به هذا المصحف المنير، المسمي: المصحف المنفرد بذاته " ( ) .
وعلى هذا "فحمزة" في عقيدة القوم أوحي إليه بالمصحف المنفرد، وهو مأمور بالبلاغ، فأرسل إلى الملوك والأمراء وكبار رجال العلم، يدعوهم إلى الدخول في المذهب الجديد من مخبئه وحصنه الذي ظل يحتمي به من المخالفين له والمهاجمين، ويتصل بالحاكم عن طريق الرسائل ( )، وأكثر رسائل حمزة كانت في تألية الحاكم ومنها قوله في إحداها: ولو نظروا إلى أفعال مولانا جلت قدرته بالعين الحقيقية، وتدبروا إشارته بالنور الشعشعاني، لبانت لهم الألوهية والقدرة الأزلية والسلطان الأبدي ( )، ومما ورد في رسائله قوله أيضاً في رسالته المسماة برسالة " البلاغ والتوحيد " عن الحاكم: ومولانا سبحانه معلّ علة العلل، جل ذكره، وعز اسمه ولا معبود سواه، ليس له شبه في الجسمانيين ( ) وفيها إشارة إلى توحيد الحاكم وتفرده. وقد استعمل " حمزة " في نبوته ورسالته الزائفة منهج الاقتباس من القرآن الكريم، وطوع بعض الآيات لتحقيق هدفه في نشر صدق ألوهية الحاكم فمثلاً ذكر في "عرف الرحمة" والعرف بمثابة السورة عندهم،وهو عرف في " المصحف المنفرد " يقول حمزة ( وليعلم الذين آمنوا أن مولانا الحاكم جلت قدرته، و" وسع كرسيه السماوات والأرض .. ( ) هو يعلم كيف يبدأ الخلق ثم يعيده " ( )، "ويعلم متقلبهم ومثواهم" ( )، وما ينفعهم وما يضرهم ويعلم الصابرين منهم والقانطين، قل " لا ييأس من روح الحاكم إلا الكافرون " ( ) ) ( ) على هذا الخلط تكوّن لديهم الأعراف في مصحفهم .
وحقيقة ألوهية " الحاكم " لدى الدروز، حقيقة لاهوتية لا تدرك بالحواس ولا بالأوهام، إلا أن المعبود هذا يتخذ له من حين إلى آخر مقامات ناسوتية، ففي " رسالة الغيبية " ورد ما يلي: أظهر لنا ـ أي الحاكم ـ ناسوت صورته تأنيساً للصور، فحار فيه الفكر حين فكر، فبتقدير حكمته منَّ على خلقه بوجود صورته من جنس صورهم، فخاطبتهُم الصورة بالمألوف من أسمائهم، فأنِست العقول إلى ظاهر صورته واستدرجهم إلى معرفته بلطيف حكمته.. وهذا يعني أن " الحاكم بأمر الله " عند غير الدروز بشر في الأعين المجردة، ويعيش بين الناس كما يعيش غيره من البشر، أما الدروز الذين عرفوا حقيقته، فيذهبون إلى أن الإله اتخذ لنفسه صورة إنسيه سماها الناس " الحاكم بأمر الله " مثلما يتخذ الإنسان ثيابه فيرتديها ثم يطرحها ويرتدي غيرها، فالثياب ليست من جنس من يرتديها ولا تشبهه في شيء، وكذلك الإله المعبود ليس من جنس الصورة التي اتخذها ولا هي شبيهة به ( ) .
وفلسفة الدروز في عقيدة ألوهية " الحاكم " تنفي عنه الصفات والأسماء والحالات والجهات والقدم والتشبيه، بمعنى أنه هو الجمال لا الجميل، والقدرة لا القدير، والحياة لا الحي، والعلم لا العليم وهكذا، وذلك لأن الجميل لا يستغني عن الجمال، وهو غني عن كل شيء ومهما حاول الإنسان أن يفكر في " الحاكم بأمر الله " لمعرفة كنهه فمحاولته فاشلة، وذلك لأن لاهوته ليس له مكان، ولكن يخلو منه مكان، وليس بظاهر، كما أنه ليس بباطن، ولا يدخل تحت السماء، ولا يتصف بصفات، ولا يعبر عنه بلغة من اللغات، فهو ليس بشخص ولا شبح ولا جوهر ولا عرض، ولم يتخذ صاحبة ولا ولدا، ولم يلد ولم يولد، ولا تنسب إليه حركة ولا راحة، هو البداية وهو النهاية ( ) .
0 التعليقات لموضوع "ألوهية الحاكم بأمره عند الدروز"
الابتسامات الابتسامات