من ملامح الحوار الغربي مع المسلمين في الآونة الأخيرة :
لاحت بوارق مظلمة في خطابات الغرب تنبي بدسيسة نية ، وخسيسة قصد ، سيما بعد
التذرع بأحداث 11 سبتمبر2001 م ، فمن ناعب غربي ينذر بالشؤم ، وناعق يعلن العداء ،
وممزق للصدور بالسخائم والأحقاد ، ومعطل لحصاد الود بالركام والأوعار، وكأنهم سباع
بارحت أوجارها ، أو ثعالب عافت دارها ، فحقا عجيب أمر هذا الغرب ، ينادون بالحوار
ويضمرون الدمار ، ومن الملامح الفاضحة لما تضمر سرائرهم :
1ـ ضراوة أحقاد ومرارة حصاد :
لا يدري الباحث بمن يبدأ وبماذا يستفتح !!! فالركام كثير
، فلنبدأ بالقس زويمر ـ وشركاه ـ في كتابه
" العالم الإسلامي اليوم " ففي مقدمة الكتاب يقرر هو وأعوانه ضرورة تنصير المسلمين ، وأن الكنيسة المسيحية ارتكبت خطأ كبيرا بتركها المسلمين وشأنهم إذ ظهر لها أهمية الإسلام في الدرجة الثانية بالنسبة إلى 800 مليون وثني ، رأت أن تشتغل بهم ، رأت هذا وهي لم تعرف عظمة الإسلام وحقيقته وسرعة نموه إلا منذ ثلاثين سنة فقط ، على أن أبواب التبشير صارت مفتوحة الآن في ممالك الإسلام الواقعة تحت سلطة النصرانية ، مثل الهند والصين الجنوبية الشرقية ومصر وتونس والجزائر ، وأن في العالم 140 مليون مسلم يرقبون الخلاص ، إن الحوار بالنسبة للكنيسة هو عبارة عن أداة ، وبالتحديد عبارة عن طريقة للقيام بعملها في عالم اليوم، وإن الحوار التبشيري عند النصارى الذي تمارسه الكنيسة الكاثوليكية ومجلس الكنائس العالمي وغيرهما ، ما هو إلا وسيلة للتنصير، وذريعة لتشكيك المسلمين في دينهم ونبيهم، وطريقاً مخادعاً لأخذ الشهادة والإقرار ، والموافقة بصحة دينهم ، وأنه دين معتبر حتى بعد دخول التحريف فيه..
" العالم الإسلامي اليوم " ففي مقدمة الكتاب يقرر هو وأعوانه ضرورة تنصير المسلمين ، وأن الكنيسة المسيحية ارتكبت خطأ كبيرا بتركها المسلمين وشأنهم إذ ظهر لها أهمية الإسلام في الدرجة الثانية بالنسبة إلى 800 مليون وثني ، رأت أن تشتغل بهم ، رأت هذا وهي لم تعرف عظمة الإسلام وحقيقته وسرعة نموه إلا منذ ثلاثين سنة فقط ، على أن أبواب التبشير صارت مفتوحة الآن في ممالك الإسلام الواقعة تحت سلطة النصرانية ، مثل الهند والصين الجنوبية الشرقية ومصر وتونس والجزائر ، وأن في العالم 140 مليون مسلم يرقبون الخلاص ، إن الحوار بالنسبة للكنيسة هو عبارة عن أداة ، وبالتحديد عبارة عن طريقة للقيام بعملها في عالم اليوم، وإن الحوار التبشيري عند النصارى الذي تمارسه الكنيسة الكاثوليكية ومجلس الكنائس العالمي وغيرهما ، ما هو إلا وسيلة للتنصير، وذريعة لتشكيك المسلمين في دينهم ونبيهم، وطريقاً مخادعاً لأخذ الشهادة والإقرار ، والموافقة بصحة دينهم ، وأنه دين معتبر حتى بعد دخول التحريف فيه..
2 ـ شقـاق لا وفـاق :
غبار هائج في أعنة الغرب ، وسحب
كثيفة تحجب وراءها سيولا من الضغينة وعدم الوفاق ، وذلك باد في ثنايا الخطاب الغربي بجلاء ، على غرار المقولة الشهيرة للمستشرق المسيو "شاتيليه"
؛ إذ يقول : سوف يمضي وقت قصير حتى يكون الإسلام في حكم مدينة محاطة بالأسلاك الغربية ، ولا ينبغي
أن نتوقع من جمهور العالم الإسلامي ، أن يتخذ له أوضاعاً وخصائص أخرى ؛ إذ هو
تنازل عن أوضاعه وخصائصه الاجتماعية، لأن الضعف التدريجي في العقيدة الإسلامية وما
يتبعه من الانتقاض والاضمحلال الملازم له ؛ سوف يقضي بعد انتشاره في كل الجهات إلى
انحلال الروح الدينية من أساسها ، إنه واقع يقر بما في جعبة الغرب بلا مجاملة ، وحق لـ" روبير
فيدرين " وزير الخارجية
الفرنسي السابق أن يعترف بوضوح
لا لبس فيه بوجود صراع حضارات فعلي متسائلا :
لا لبس فيه بوجود صراع حضارات فعلي متسائلا :
كيف ننكر وجود صراع بين الإسلام والغرب في حين
تظهر معالمه للعيان بألف طريقة وطريقة، موغلاً بجذوره في التاريخ ، وقد أعلنت " الفاتي
برنارد لويس " و " فوكوياما "
و " هنتنجتون "
من
أن الإسلام عدو صريح للحضارة الغربية بكل منظوماتها وقيمها ومنجزاتها، وأن
المسلمين لديهم ميل طبيعي للعنف والعدوانية والانتقام من الغرب، وأن الإسلام هو
الحضارة الوحيدة التي ما زالت عصية على الاحتواء الغربي وعلى الحداثة
3 ـ حوار لهدنة لا هدنة لحوار :
إن مسألة الحوار لا تعدو تخديرا للشعوب ، إنه
تهدئة لبلوغ مرام ، وتكريس تخطيط لبلغة مطمح ، فمثلا عندما شعرت أوروبا وأمريكا
بانتصار المسلمين في حرب العاشر من
رمضان
( سنة1973م ) , وممارسة العرب بعض الضغوط النفطية على
أمريكا وهولندا ، لجأت لإجراء الحوار امتصاصاً لغضب العرب , ومحافظة على مكاسبها .
والذي ننتهي إليه من نتائج في مسألة حوار الحضارات السرد
التاريخي السابق والعرض اللاحق ، مدى الختم
الذي أصاب النظرة التشريعية الأوربية ، ونزاهة الشريعة
الإسلامية عن التدني لمثل هذه التراهات التي لا وجه للحضارة فيها ، وقد
صدق المستشرق " إيزكو انساباتو"
إذ يقول:
" إن
الشريعة الإسلامية تفوق في كثير من بحوثها الشرائع الأوربية ، بل هي التي تعطي
للعالم أرسخ الشرائع ثباتاً " ، نعم تلك حقيقة لها براهين أهمها :
1ـ أن الإسلام
يدعو إلى حوار الحضارات النزيه ، بعيدا عن الدس والمكر والخديعة .
2ـ أن مفهوم
حوار الحضارات في الإسلام ، يقوم على قاعدة التعارف والبر ، ودفع العداء والقسط
لمن جنح للسلم وأبدى حسن النية .
3ـ احترام
الإسلام للعقائد والديانات ، ومنعه لإكراه الناس على اعتناقه .
4ـ دعوة النظام
الإسلامي للبشرية إلى التعايش السلمي ، بعيدا عن المساس بالأسس التشريعية
الإسلامية ، أو تمييع العقيدة الإيمانية ، وخلطها في غيرها من المعتقدات المستوردة ، وذلك مرفوض قطعا ، فتلك ترنيمات فاسدة موهمة في الحوار .
الإسلامية ، أو تمييع العقيدة الإيمانية ، وخلطها في غيرها من المعتقدات المستوردة ، وذلك مرفوض قطعا ، فتلك ترنيمات فاسدة موهمة في الحوار .
5ـ
دعوة الإسلام الغرب للتحاور الذي يحفظ الأرض من الدمار والخراب ، والتعاون المتبادل
على أساس الآدمية والأخوة البشرية والإنسانية ، بخلاف المنظور الغربي للحوار ، وصدق
الدكتور
" القرضاوي " حين قال :
" القرضاوي " حين قال :
إننا
نؤمن بالحوار ؛ لأننا مأمورون به شرعاً ، وقرآننا مليء بالحوارات بين رسل الله
وقومهم ، بل بين الله تعالى وبعض عباده، حتى إنه سبحانه حاور شر خلقه: " إبليس
"، ولهذا نحن نرحب بثقافة (الحوار) بدل ثقافة الصراع ، سواء بين الحضارات أم
بين الديانات، ولا نوافق على منطق بعض المثقفين الأمريكيين مثل "هانتنجتون" وغيره ، من الذين
يؤمنون بحتمية الصدام بين الحضارات، وخصوصاً بين الحضارة الإسلامية والحضارة الغربية ، فلماذا لا تتفاعل الحضارتان
وتتكاملان، ويقتبس كل منهما من الآخر ما تفوق فيه ؟! وماذا نريد نحن من الغرب ؟! ، إننا
نريد من الغرب أن يتحرر من عقدة الخوف من الإسلام، واعتباره الخطر القادم، (الخطر الأخضر) كما سماه
بعضهم، وترشيحه ليكون العدو البديل بعد سقوط الاتحاد السوفيتي الذي سماه
"ريجان" إمبراطورية الشر !
0 التعليقات لموضوع "د/ محمد الجندي الإسنوي يكتب : من ملامح الحوار الغربي مع المسلمين في الآونة الأخيرة"
الابتسامات الابتسامات