صاح الفيلسوف المستشرق الإنجليزي توماس كارليل في وجه من اتهم النبي بالكذب قائلا :
" لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد متمدين من أبناء هذا العصر أن يصغي إلى من يظن
من أن دين الإسلام كذب ، وأن محمد خداع مزور ، وآن لنا أن نحارب ما يشاع من مثل
هذه الأقوال السخيفة المخجلة ، فإن الرسالة التي أداها ذلك الرسول ما زالت السراج
المنير ، أفكان أحدكم يظن أن هذه الرسالة التي عاشت بها وماتت عليها الملايين
الفائقة الحصر والإحصاء أكذوبة وخدعة ؟!! أما أنا فلا أستطيع أن أرى هذا الرأي
أبدا ، ولو أن الكذب والغش يوجبان عند خلق الله هذا الرواج ويصادفان منهم مثل هذا التصديق ، فما الناس إلا بله
ومجانين ، وما الحياة إلا سخف وعبث وأضلولة ، كان الأولى بها ألا تخلق ، فواأسفاه ..
مـا أسوء هذا الزعم ، وما أضعف أهله وأحقهم بالرثاء والمرحمة "
وأقر
" كارليل " بحبه لرسول الله لشدة تواضعه ، وبراءة طبعه وعدم تعالي ، وقد عبر عن هذا الحب بكلمات قال
فيها :"وإني لأحب محمدا لبراءة طبعه من الرياء والتصنع ، ولقد كان رجلا مستقل
الرأي ؛ لا يعول إلا على نفسه ، ولا يدعي ما ليس فيه ، ولم يك متكبرا ، ولكنه لم
يك ذليلا ، فهو قائم في ثوبه المرقع كما أوجده الله وكما أراد ، يخاطب بقوله الحر
المبين قياصرة الروم وأكاسرة العجم ، يرشدهم إلى ما يجب عليهم لهذه الحياة وللحياة
الآخرة "
لا شك أن تلك الكلمات مليئة بالصدق والقوة في الإنصاف والدفاع ، والمتأمل لما تتضمنه ؛ يدرك أنه لم تحظ شخصية في التاريخ البشري العريض بمثل ما حظيت به شخصية النبي الكريم محمد من الاهتمام والإشادة والتمجيد من كافة الأعراق والشعوب والطوائف والملل، وفي شتى اللغات .
0 التعليقات لموضوع "د/ محمد عبد الدايم الجندي يكتب : صيحة المستشرق توماس كارليل في وجه كل بغي تطاول سيده النبي صلى الله عليه وسلم ."
الابتسامات الابتسامات