الإرهــــــــــــاب = الصهيونية Zionism = Terrorism
الحمد لله الذي زين دينه بخلعة الأمان، وجعله رافداً من منابع الإيمان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله ، أرسى السلام في الكون وأعلنه ، وروض الجامح وأبلغه مأمنه، صلاة وسلاماً عليه وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعــــد :
إن ما يعكسه المشهد العالمي الآن من أحداث يأخذ بالألباب إلى منعطف من الذعر والفزع، برق منه البصر، وراح به أمن الناس، فقد تتابعت حلقات التفجيرات الإرهابية، ولم يأمن راكب الحافلة على نفسه، ولا النائم في فراشه؛ أن تصيبه دائرة من عذابه الذي هتك قمص القلوب، وزادت الحلقات الإجرامية تتابع بأخطارها التي طارت النفوس منها شعاعاً، واستطارت الأفئدة رهباً، فقد نشر الإجرام رداءه الأسود، وغابت نجوم الأمن من الكون، وأخذت الأصابع الخفية الخبيثة تلقي بوابل من الدسائس المشينة على كاهل الإسلام المظلوم، واختلط الأمر على المفاهيم وأشكل، وتحمل الإسلام تلك الجرائم الإرهابية المركبة المعقدة التي تنقبض عند ذكرها الخواطر، وشاع الترنم بها في مجالات الإعلام والسياسة والثقافة والعلاقات الدولية في الآونة الأخيرة، حيث عمليات القتل والتدمير والمذابح البشرية، واختطاف الرهائن واحتجازهم، وتفخيخ وسائل النقل من السيارات والطائرات، وغير ذلك من الألوان التي باتت تمجها ([1]) الأذواق السليمة .
وغياب الأمن في واقع أمره ينـزوي وينبسط على مر التاريخ بأشكال متباينة، فهو قديم حديث، وهو ثابت متغير؛ ثابت على معنى العنف؛ متغير في وسائله بتغير الآلة التخريبية المدمرة التي استعبدت لصالحها الأهواء، فهان الدين بسبب الدنيا والطمع في سيادة العالم ، وترتب عليه أن راح الدين ـ في جانب من جوانب غياب الأمن ـ ضحية فكرة لا تنبي عن روح العقيدة فتخبطت في استدراك فقه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أو ما ظلم فيه الدين على يد أدعيائه نتيجة تراجع القيم الروحية وانحراف السلوكيات الأخلاقية، أو لاعتبارات متطرفة تتستر بالدين لأغراض لا علاقة لها بالدين، أو لدوافع اجتماعية، أو لاعتبارات طائفية عنصرية متطرفة تميل للعنف والجريمة للتنفيس عن تشنجات الشعور بالكراهية والبغضاء.
ومنذ نهاية الثمانينات، والنظام العالمي الجديد يشهد العديد من الخطابات التي تتضمن مفاهيم جديدة لغياب الأمن والسكينة ، وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر سنة ( 2001م ) علت في الكون دقات عالية من طبول الحرب، تمزق بدويها سكون الأمن والسلام ،وتعددت صور التحديات التي تواجه العالم الإسلامي ـ بالذات ـ بدت في سياسة الاحتلال التي ترمي إلى الهيمنة الكاملة على الدول الفقيرة والحاكمية المطلقة على أراضيها، وإخضاع شعوبها بقوة الآلة العسكرية ، وإضعاف بنيتها التحتية، وتجويع أهلها بالحصار الاقتصادي, وأخذ مفهوم القلق يتطور ليحيط البشرية بدوائر التعذيب في داخلها، وذاقت الأمة بأس الدسيسة الصهيونية، تلك الأفعى الملساء التي تعمل في الخفاء لتجعل من الإسلام منبعا للإرهاب وغياب الاستقرار .
وقد تتابع المردود السلبي للفزع ، وبدأ يأخذ شكلاً واضحا مع ظهور النظام العالمي الجديد، الذي يحمل معه التكتلات السياسية والاقتصادية والعسكرية، فظهرت أشكال التمييز العنصري والطائفي، وأخذت الفتن النائمة تتنبه وتستيقظ، ووقعت الفرقة والجفوة بين صفوف الأمة، وبذر اليهود بذور الغل والانتقام وأوغلوها في صدور غير المسلمين، فتداعت الأمم على أمتنا، وأخذت المخططات المدمرة لملامح الدول المسلمة تبدي أناملها، وسنحت الفرصة لتجعل بلاد المسلمين مرتعا لاتباع سياسة التوسع وبسط النفوذ وتهجير المواطنين من أراضيهم، والنيل من سيادة الدولة وهيبتها، وعاش العالم صراع الوهم والقلق من هذا الغول المسمى بالإرهاب كلون رئيس من ألوان غياب الأمن ، وهاج دخان الانتقام من الجماعات الإرهابية وملاحقتهم داخل بلادهم، واتخاذهم ذريعة للوصول إلى أطماع وتحقيق أحلام الغرب الماكر، ما أدى إلى ظهور بعض الجماعات التي بدأت تنسلخ من النسيج الوطني بشكل سري على شكل جماعات معارضة داخل الدولة أو خارجها، وتطلعت هذه الجماعات إلى التخريب والترويع داخل أوطانهم وخارجها كالوحوش السائبة، حتى أشكل الأمر وتداخلت الأفكار عند الحكم على هوية الإرهابيين وانتماءاتهم، بل على معنى الإرهاب .
0 التعليقات لموضوع "الإرهــــــــــــاب = الصهيونية Zionism = Terrorism"
الابتسامات الابتسامات