مهلاااااااا أيها الغائرون بالتكفير
إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره ، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضلّ له ، و من يضلل فلا هادي له ، و أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، و أشهد أن محمداً عبده و رسوله .
وبعد
فإن الويلات التي جاها الإسلام من المناورات الفكرية عطلت مسير الدعوة اإليه ، تلك الدعوة التي كانت تتهللُ لها سُبُحات الوجوه ، وتناغم اليقظةً العلميةً والمتغيرات العصرية بروح الوسطية والاعتدال .
وفي هذا البحث أوجه رسالتي إلى كل مغالي لعله يرجع إلى رشده , فيعرف أن لب الشريعة جلب المصالح ودرء المفاسد وليس التكفير ،والتشدد والغلو, والعثار والتعصب في مثاني الطلب والعمل من تموجات فكرية تلاطم جسر الدعوة الممتد من الشرق إلى الغرب بل إلى العالم كله ما أدي إلى تآكله وذوبانه .
وإن الغمامة التي تغشى سماء الوجود الإسلامي ، تتصدر دورتها جوانب وأقباس من نهر التكفير الذي يتبخر في جو الحياة ويشكل كسفا تعلق في السماء لتعود إلى الأرض بوابل نكد من زقوم الكدر والإعياء ، ويترقب حينها مشاهد الكدر جيوش من الشياطين تتكئ على أرائك التدبير للتدمير والتكفير في ظلال غشاوة التكفير ، يبثون الشحناء والعداوة والبغضاء ، ليجعلوا من الأمة أشلاء ممزقة ، وأعضاء مفرقة ، ما يجعلنا عجافا في دنيا السباع السمان .
ويترتب عليه ضنك اقتصادي ، وضنك علمي ، وضنك دعوي ، وضنك أمني ، وضنك أخلاقي ، وضنك حضاري ، إنه قحط شامل ، وجدب قاحل تسير إليه الأمة ، ويتحمل مسئوليته الإسلام زيفا وتلفيقا .
فمهلا لدعاة التكفير ومهلا لمدهم ، إنهم حملوا الإسلام أعباءا متشددة جعلت منه غولا في تصور الجاهل ، وغرست منه حذرا وتخوفا في تفكير العاقل .
0 التعليقات لموضوع "مهلاااااااا أيها الغائرون بالتكفير"
الابتسامات الابتسامات