من معــاول هــدم
الأمــــة
من سياق التعبير "هدم الأمة"
تبدو صيغة تصورية تشير إلى أن الهدم يسبقه بناء،وتلك حقيقة، فصرح الأمة أتعب
الأعناق المتطاولة لتصل إلى نهايته، وأرجع بصر المنكرين خاسئاً وهو حسير، وذلك
بشهادة رجال الغرب قبل رجالها، ومما ذكر في ذلك قول أحدهم: كلما أمعنا في درس
حضارة العرب وكتبهم العلمية واختراعاتهم وفنونهم ظهرت لنا حقائق جديدة، وآفاق واسعة، وجامعات الغرب لم تعرف لها مدة خمسة
قرون مورداً علمياً سوى مؤلفاتهم، وأنهم هم الذين مدَّنوا أوربا مادة وعقلاً
وأخلاقاً، وأن التاريخ لم يعرف أمة أنتجت ما أنتجوه في وقت قصير، وأنه لم يفقهم
قوم في الإبداع الفني، وتأثير العرب عظيم في الغرب، ولم يتفق لأمة ما اتفق للعرب
من التفوق، والأمم التي كانت لها سيادة على العالم توارت تحت أعفار الدهر، ولم تترك لنا إلا أطلال دراسة، وعادت أديانها ولغاتها
وفنونها لا تكون سوى ذكريات، وثبتت أصول شريعة الرسول وفنون العرب ولغتهم أينما
حلت.
وبعد
أن انهالت الأحقاد من عيون الغرب، سهروا الليالي يدبرون كيف يضربون الأمة في مقتل
لتنتكس، وترتكس، فتوالت ضرباتهم، وتولدت آثارها لينفلت عقد الأمة فتهون .
وكانت " ركة العقيدة
" ركيزة أساسية في تدمير الأمة المسلمة، وقد استخدم الأعداء أسلحة سامة
لتقطيع رابط القوة الوجدانية الذي يشد بنيان الأمة، وهو العقيدة التي جمعت كل
الأجناس والألوان والألسنة على كلمة التوحيد .
وعلى أساس هذا التقطيع قامت معاول الهدم
كالمسعورة تمزق وتدمر في صرح الأمة، واتجهت في ذلك اتجاهات عديدة،واتخذت أشكالاً
وصوراً متنوعة واجتهدت في هذا التنوع كالأفعى تغير جلدها كل حين .
وكان
من الأيدي الخفية في تدمير الكيان المسلم وتخريب المجتمع، الصهيونية العالمية فهي العقل الخبيث المدبر وراء كل عقبة تعرقل
مسيرة الأمة، وهي المتحكمة في توجهات الغرب وإرسالاته نحو الشرق، والمهيمنة على
الإعلام والدعاية، وزعيمة حركات التشويه للدين القويم، وحيث وُجد الخراب وُجدت
الصهيونية بدهياً، وقد اتخذت معاول الهدم بتحريك الأيدي الصهيونية وأشباهها طرائق
عدة لتفريغ الأمة من عوامل الحياة وصلاحية الوجود وعناصر القوة .
0 التعليقات لموضوع "من معــاول هــدم الأمــــة "
الابتسامات الابتسامات